top of page
  • Writer's pictureTeam Roya- فريق رؤيا

"رؤيا" تعيد لقاسم الحياة التي يستحقها..

من قلب الجحيم يولدُ الأمل، ينمو ويستمر. ومن وسط جحيم الحرب التي حوّلت أراضي الشمال السوري، إلى خيامٍ متناثرة تحتضن بعض الناجية أرواحهم وما بقي من أجسادهم، تصرّ "رؤيا" على العمل مؤكدةً أن الحياة ما زالت تنجب الأيادي البيضاء، حيث الخير والحب والكثير من الأمل والدعم.



طيلة 7 أعوام تقريباً استطاعت "رؤيا" أن تقدّم العديد من المشاريع التنموية والإغاثية ومشاريع سبل العيش التي من شأنها أن توفّر فرص العمل للناس. إنها تؤمن أن المساعدة الحقيقية تكمن في إعادة الثقة للسوريين المتضررين والهاربين من جحيم النظام السوري، بأنهم ما زالوا قادرين على تولي أمورهم بأنفسهم إذا ما وجدوا بيئة مناسبة وجهات داعمة.

وفي إطار دعمها للمشاريع الإنتاجية المستمرة، والتي تهتم بدعم المتضررين، رجالاً ونساءً، وتحويلهم إلى منتجين فاعلين، حيث الكرامة كما يستحقها الإنسان، أصبح في جعبة "رؤيا" العديد من القصص بأبطال مجهولين وآخرين أصرّوا على الظهور والحديث عن تجربتهم معها.

قصة اليوم بطلها السيد قاسم نصر الله الذي أراد الحديث عن تجربته مع "رؤيا" ليجعل من حكايته مثالاً عن الإصرار وعدم اليأس. فمن قال أن قذائف الحرب ومهما سرقت أو شوّهت أجزاء من جسدك، بإمكانها أن تسرق الروح الكامنة في داخلك!؟

بدأت القصة مع قاسم من عربين في ريف دمشق، حيث كان يعيش حياةً طبيعية مع عائلته؛ إلى أن أصيب في الحملة الأخيرة التي شنّها النظام السوري على الغوطة. وللأسف، كانت النتيجة أن تضررت رجله اليمنى بشكل كبير، لدرجة أنه صار عاجزاً عن العمل والحركة بشكل طبيعي.

ومع حملة التهجير التي اقتلعت أهالي الغوطة ورمتهم بعيداً في مخيمات الشمال السوري، ابتعد قاسم عن أرضه وعائلته، فغادر وحيداً تاركاً زوجته وأولاده هناك، متأملاً أن يذهب إلى تركيا للعلاج لعله يصبح قادراً على لمّ الشمل وبدء حياةٍ جديدة.

فشلت كل المحاولات في أن تغيّر من واقع قاسم، لم يتعالج ولم يستطع أن ينتشل عائلته أو يلتقيها. ظلّ يجلس في البيت غير قادر على المشي أو قضاء أبسط أعماله، قائلاً "ما في معين غير رب العالمين".

لكن "رؤيا" التي التقته في عفرين، استطاعت أن تعيد إليه الثقة بنفسه وبالآخرين، والأهم من ذلك كله، نجحت في إعادة الأمل إليه في أن يكون منتجاً ومعيلاً لنفسه ولعائلته، فأخرجته من دائرة الحاجة ووضعته على طريق الإنتاج مجدداً.. فقاسم اليوم يعمل في محل بقالته الصغير، يحصل على مصروفه بعرق جبينه، يعيش الحياة كما يستحقها.



وفي الختام، تعلّق السيدة أسوان نهار مؤسّسة "رؤيا" التي بدأت تحت اسم "نور لكسر الحصار" في الغوطة الشرقية منذ العام 2014، أن مشروع السيد قاسم يأتي ضمن سلسلة مشاريع أخرى تهدف إلى مساعدة الأشخاص الأكثر تضرراً بين السوريين. وأن الهدف من هذه المشاريع لا يكمن فقط في مساعدتهم وإعانتهم مادياً، بقدر ما يتجسّد في ضرورة إعادتهم النفسية والاجتماعية إلى الحياة الطبيعية التي يستحقونها.

وتضيف: "هذه المشاريع، وعلى الرغم من بساطتها في بعض الأحيان، إلا أن ثقلها الاجتماعي كبير جداً. هي خطوات بديهية وأولية لمجتمعٍ سليم نطمح إليه جميعاً وسط هذا الخراب الفظيع".


3 views0 comments
bottom of page